الثقافـة
الثقافة معنى كبير ,
فهي حالة , كما هي أداة ـ لذا يكثر في المشهد السياسي إيراد مصطلح
الثقافة، ويمتد تعريفها بمعناها العام ليعني نمطاً للحياة بكلياتها , فيشمل التعريف اللغة التي
تتحدثها جماعة ما ، ويشمل أزياء هذه الجماعة و شكل مساكنها و كيفية غنائها و
رقصها و احتفالاتها في الحصاد و الأعياد و طقوس عباداتها .. هذا المعنى العام
يعيشه عامة الناس بتلقائية و قد لا يطلقون عليه اسماً ، ثقافة أو غيرها ..
تظهر من بين الجماعة
التي تعيش الثقافة بمعناها العام شريحة تعيش و تتبع ما يمكن تسميته ثقافة الوعي ..
هذه شريحة تعرف مواطن القوة في الثقافة و مواضع الضعف و قوى الدفع , و سلبيات في
مسلك محدد و ايجابيات في آخر , فتعمل هذه الشريحة بوعي على تزكية و تشجيع الثقافة
الحاثة على قيم الخير و المعينة على الارتقاء بالمجتمع , و محاربة الثقافات الضارة
و المقعدة , و التوعية بأضرارها .
حزب الأشقاء معني ـ كتنظيم سياسي ,
بثقافة الوعي , حيث يوظف شريحة ثقافة الوعي في دفع عوامل الثقافة التي تعزز قيم
الخير و السلام و تقوي أسباب النهضة .
مثلما يوظف شريحة ثقافة الوعي في مقاومة الثقافة الضارة مثل تكريس التعصب القبلي و
الديني و المذهبي , و التحريض على العنف ؛ و محاربة العادات الضارة و التقاليد
السيئة في ثقافة المجتمع .
يكتمل تفعيل الثقافة
بتوظيف شريحة أكثر خصوصية تمثل ما يمكن تسميته ثقافة الإبداع .. مظاهر هذه الثقافة القصيدة و الأغنية و
المسرحية و اللوحة , و عمادها المبدع الذي
يؤلف أو يعزف أو يرسم أو يمثل .. و لمظاهر
الإبداع دور مؤثر في زيادة فاعلية ثقافة
الوعي , و ذلك لما لمظاهر الإبداع من تأثير قوي على وجدان ومشاعر المستهدفين
بالتوعية و التثقيف .. لذا يولي حزب الأشقاء عناية خاصة لثقافة الإبداع
بالاهتمام بدور النشر و صالات العرض و المسارح و المؤسسات ذات الصلة , كما يولي
اهتماماً خاصاً للمبدعين خاصة العاملين في المجالات غير المرتبطة بعائد مادي مباشر
..
لا بد عند طرح رؤية
الحزب لموضوع الثقافة من وقفة خاصة عند اللغة باعتبارها المعلم الثقافي الأبرز ..
لقد لعبت اللغة العربية الدور الأهم في تحقيق
التقارب القومي السوداني , و ذلك بخلق
التواصل بين جماعات سودانية متعددة تتحدث لهجات مختلفة , حيث لم يكن ممكناً
أن يتواصل البجا و النوبة و الفور و
الانقسنا و الكبابيش لو تمسك كل طرف بلغته الخاصة , فكانت اللغة العربية
بحيوتها لغة مشتركة بين المتحدثين بلهجات
محلية مختلفة ؛ كان ذلك في لغة التخاطب بالعامية العربية , و في العربية الفصحى
التي اعتمدتها الصحافة و الإذاعة كأداتين عربيتين اجتمعت حولهما ألسنة مختلفة ؛
هذا بجانب ما للغة العربية من رصيد إبداعي يجعل الإلمام بها مدخلاً لفضاء من الإبداع واسع .
و تعتبر اللغة العربية أيضاً عاملاً جد مهم في تحقيق التواصل السياسي مع محيط
إقليمي مؤثر . يضاف لكل ذلك عالمية اللغة العربية كواحدة من اللغات المعتمدة في
المنظمة الدولية ..
هذه الحقائق تجعل من
الضروري توافق مكونات المجتمع السوداني و
قواه السياسية على تعزيز دور اللغة
العربية باعتمادها لغة رسمية , و لغة تعليمية , و ذلك لتحقيق المزيد من التقارب و التمازج من أجل
قومية سودانية بمشتركات قوية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.